تروي الحكايات التاريخية أن ((جنكيز خان)) ملك الغول أعطى أوامره العسكرية لجنوده أن يحملوا معهم الزبادي في ميادين القتال، وأن يتناولوه كجزء أساسي من طعامهم اليومي لكي يتمتعوا بالصحة والقوة، وبعد غزوهم لأوروبا اعتقد الأوروبيون أن اللبن الزبادي هو الذي جعل المغول أقوياء، ومن ثم بدأوا في تناوله يوميا هم أيضا، وهكذا أصبح الزبادي غذاء مشهورا في القرن الرابع عشر. ويحكى تاريخ ((بوذا)) أنه كان صائما لفترة طويلة عندما فقد الوعي وقارب على الموت، ثم جاءته سيدة وقدمت إليه وعاء به زبادي، وعندما تناوله استعاد وعيه.
وتذكر الكتب البوذية أن اللبن الزبادي يمثل أعلى قيمة غذائية يمكن الحصول عليها من تخمر لبن البقر، وهكذا اعتبر الصينيون لن الزبادي أحسن دواء لكل الأمراض. بعدها أصبح اللبن الزبادي معروفا في العصور السالفة كجزء من الطعام اليومي يتم تناوله غالبا لقيمته العلاجية. ولكن في العصور الحديثة كان الزبادي غير معروف حتى أوائل القرن العشرين عندما بدأت الدراسات الحديثة عن الزبادي تظهر إلى السطح كاشفة عن تأثيراتته العلاجية لكثير من الأمراض وفوائده الصحية العديدة.
قاهر الشيخوخة
ويعتبر السر الأول في تمتع شيوخ الهنود الحمر بالصحة والقوة، بل أن العالم الروسي يشينكوف الحائز جائزة نوبل وأول من أجرى الأبحاث على اللبن الزبادي يقول: إن الذين يعيشون فوق المائة عام هم من أكلة الزبادي. وأفاد بعد أبحاث وتجارب أن أهالي البلقان يعمرون طويلا بسبب استهلاكهم اليومي لكميات كبيرة ومستمرة من اللبن الزبادي. اي يملك علاقة وثيقة بتأخير ظهور أعراض الشيخوخة لمن يتناولونه بصفة مستمر، وذلك عن طريق زيادة مقاومة الجسم والوقاية من الإصابة بالحميات والأمراض المعدية وإبادة الميكروبات الضارة بالقناة الهضمية، وذلك بإضافة خط دفاعي قوي يؤدي إلى وقف عملية ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين وخاصة التي تغذي القلب والمخ، وهكذا يعمر هؤلاء الذين يواظبون على تناول الزبادي ويستمتعون بالصحة والقوة والنشاط الدائم والشباب المتجدد والحيوية الزائدة.
سهل الهضم
وهو غني بفيتامين (أ) ،(ب)، (ج)، (د) والمواد البروتينية عالية القيمة . مادة دهنية سهلة الهضم وسكر اللبن (اللاكتوز) ، ويضيف العالم تيشينكوف قائلا: ((إن ميزة الزبادي تكمن في سهولة هضمه، وقدرته على العمل داخل المعدة، ومساعدتها على هضم اللحوم. المكسرات، والوقاية أيضا من أخطار الإسراف في تناول اللحوم الحمراء)). واللبن الزبادي أسهل في الهضم من اللبن الحليب، فالتفاعلات التي تحدث أثناء التخمر تؤثر على السكر الموجود في اللبن والبروتين الموجود فيه، بحيث يصير الناتج الجديد أكثر سهولة في الهضم من اللبن، كما أن التفاعلات البكتيرية التي تحدث في السكر تمثل علاجا سريعا للذين يعانون من تقلصات المعدة أو إسهال نتيجة شرب اللبن.
واللبن الزبادي له قيمة غذائية عالية، لأن عملية الاختمار لا تفقد اللبن سوى كمية ضئيلة من المواد السكرية الموجودة به، وهو ما يجعل الزبادي يشارك اللبن الحليب في ارتفاع قيمته الغذائية، وهو يحتوي على فيتامين (أ.د) ونسبة كبيرة من الكالسيوم. والمواد البروتينية في اللبن الزبادي أفضل من المواد البروتينية الموجودة في اللحوم، لأن الاخيرة بها نسبة من الدهون.
مضاد حيوي فعال
ويحتوي الزبادي على باكتيريا تسمى (لاكتوباسيلس أسيدوفيلس) وهي التي تؤدي إلى تخمر اللبن، وتحتوي على إنزيم (اللاكتيز) الهاضم لسكر اللاكتوز الموجود في اللبن، وهذا الإنزيم يفقده 85% من البشر الناضجين وبالذات في الشعوب غير القوقازية (البيضاء) مثل العرب والافارقة، بعدما كان موجودا في جهازهم الهضمي وهم أطفال، وإلى نقصه تعزى صعوبة هضم اللبن وتسسب في اضطرابات الأمعاء وسوء الهضم والانتفاخ. وبواسطة هذه البكتيريا المفيدة يتم هضم سكر اللاكتوز مما يخلص اللبن من واحد من أهم صعوبات هضمه وامتصاصه.
وهذه البكتيريا مفيدة للأمعاء من حيث تثبيطها لميكروبات الأمعاء المسببة للأمراض ومنها الميكروبات العنقودية والسالمونيلا وغيرها، وطريقها إلى ذلك هو تكوين المستعمرات وإنتاج الأحماض العضوية والمواد المضادة للباكتيريا.. وهو نافع لضعف الإسنان لما تحتويه من نسب عالية من الكالسيوم والفسفور، كما أن احتوائه على سكر ((اللاكتوز)) المدر للبول يجعله يكافح حصى للكلى والمثانة، كما ثبتت فاعليته كمهدىء للأعصاب وطارد للأرق.
أساسي في أنظمة النحافة
ويستعمل اللبن الزبادي في أنظمة النحافة لقلة السعرات فيه بالقياس مع الحليب الطبيعي يقاوم الجوع- يمد الجسم بفيتامين (ب) المهم للبشرة والشعر. وقد أثبتت الاكتشافات أنه يمكن أن يزيد من حرق دهون الجسم، على نحو متميز، فيجعل الجسم يفقد الدهون ويحتفظ بالعضلات. وهذه الدراسة الحديثة التي قدمها طبيب يدعى مايكل زيميل وهو أستاذ للتغذية في جامعة تينيسي وجدت أن الأفراد الذين يتناولون الزبادي خالي الدسم قد فقدوا أوزانا أكبر بكثير مما فقده آخرون كانوا يتبعون حمية قليلة السعرات فقط. وفقد آكلو الزبادي 22% من أوزانهم و61% من دهون الجسم الإجمالية، و81% من الدهون الموجودة في منطقة البطن أكثر من المجموعة التي لم تتناول الزبادي واكتفت بحمية قليلة السعرات، وذلك في فترة 12 أسبوعا.