نبذة عن تاريخ وأنواع البطعائلة البط من الطيور القديمة التي تدل حفرياتها على أنها عاشت قبل 80 مليون سنة في جميع أنحاء العالم، وتنتمي عائلة البط إلى رتبة الأوزيات التي تضم أكثر من 145 نوعا من الطيور المائية من بينها نحو 21 نوعا من طيور التم والأوز.
استأنس الإنسان منذ القدم هذه الطيور واستغلها غذاءً ومصدراً للترفيه والإلهام وممارسة رياضة الصيد؛ ودوّن عنها الكثير من الملاحظات من خلال الكتابات الأدبية حتى صارت الأكثر انتشارا ومعرفة بين سائر الطيور.
يعيش البط في بيئات السباخ والبرك والمستنقعات والأنهار والمناطق الساحلية في البحار والمحيطات في جميع قارات العالم ما عدا القارة الجنوبية القطبية (أنتاركتيكا).
ومعظم أنواع البط الذي يوجد في نصف الكرة الأرضية الشمالي يعيش ويهاجر في أسراب كبيرة وله المقدرة على الطيران بقوة في أسراب ضخمة لفترات ومسافات طويلة بين مناطق التكاثر أثناء فصل الصيف ومناطق تمضية فترة الشتاء في الأماكن المعتدلة. ويوجد عدد محدود من الأنواع التي لا تهاجر وإنما تتجول بالقرب من مواطنها الأصلية.
يحمي البط نفسه من تأثير الماء البارد بجعل ريشه غير منفذ للماء حيث يستخدم المنقار في تدليك الريش بزيت شمعي يستخرجه من غدة عند قاعدة الذيل.
وتتميز الذكور، كأمثالها في عالم الطيور، بألوان ريش زاهية؛ أما الإناث فهي بنية اللون مما يساعدها على الاختباء والتخفي في البيئة المحيطة لوضع البيض وتربية الصغار.
يمضي البط معظم وقته في الماء مستخدما أرجله مجاديف للغطس والعوم. وهو رشيق فوق سطح الماء، وأقل رشاقة عند السير على الأرض. يتراوح وزن البط البري بين كيلوجرام واحد وكيلوجرامين إلا أن بعض الأنواع تزن أقل من ربع كيلوجرام والبعض الآخر يزيد وزنه عن كيلوجرامين.
غذاء البط:يتنوع طعام البط إلى حد كبير بين النبات والحيوان. ويعتمد ذلك على طبيعة حياة الطائر. فنجد أن البط السابح يتغذى على نباتات الأراضي الرطبة الضحلة وبذور الأعشاب والحشائش المائية وأوراق البردي والحشرات والحيوانات الصغيرة. ويشتمل غذاء البط الغاطس على جذور النباتات المائية والحبوب والقواقع والحشرات وغيرها.
أما بط الغابات فيتغذى على الجوز والثمار الصغيرة والحبوب والحشرات . وفي المياه المالحة يتغذى البط السابح على القواقع والقشريات والروبيان وبلح البحر. وهناك بعض الطيور البحرية من البط تتغذى على الأسماك والسرطانات والقشريات والقواقع والرخويات وغيرها.
للبط عادات عجيبة:من العادات المعروفة بين أنواع البط إسقاط الطائر ريشه كل عام. ويحدث ذلك في الذكور بعد تركها الإناث لاحتضان البيض. ويحدث في الإناث بعد فراغها من حضانة البيض. ويتم في هذه العملية تخلص الطائر من ريشه القديم ليحل محله ريش جديد. وهى فترة حساسة في حياة الطائر حيث تعجز الطيور فيها عن الطيران وتكون عرضة لأخطار المفترسات من الطيور والزواحف والثدييات.
ومن العادات السنوية المعروفة في كثير من أنواع البط هجرته في فصل الخريف من أماكن التكاثر إلى مناطق تمضية الشتاء وكذلك العودة إلى نفس الأماكن في كل عام أثناء هجرة الربيع.
بمجرد وصول الطيور واستقرارها في مواطنها الأصلية بعد هجرة العودة في الربيع يحدد الذكر منطقة نفوذ صغيرة ويسيطر عليها ويبعد عنها الذكور الأخرى؛ ثم تبدأ الأنثى في بناء العش الذي يكون عادة على الأرض، ونادرا على الأشجار، أو على سطح الماء؛ ويختلف في شكله وحجمه باختلاف الأنواع. ويغطّى العش غالبا بالريش الصدري للأنثى.
تضع الأنثى ما بين خمس وخمس عشرة بيضة غير منقطة، وتحتضنها مدة تتراوح بين ثلاثة أسابيع وشهر، وبمجرد احتضان الأنثى للبيض يتركها الذكر ليلحق بالذكور الأخرى. وتتطفل إناث بعض الأنواع على أعشاش البط الأخرى لتحتضن لها بيضها حتى الفقس وتقوم بالاعتناء بالفراخ؛ ومنها البط الأمريكي أحمر الرأس.
تستطيع فراخ البط العدو والسباحة قبل عمر يومين وتعتمد على نفسها في الحصول على الطعام. ويتكون معظم ريش الفراخ خلال الشهر الأول من العمر؛ وتتعلم الطيران في عمر يتراوح من خمسة إلى ثمانية أسابيع. ومع ذلك تبقي الأم صغارها مجتمعة خوفا من المفترسات مثل الطيور الجارحة ومالك الحزين والأسماك الكبيرة والسلاحف المائية وغيرها.
يتجمع البط بعد انتهاء فترة الفقس ونمو الفراخ وإسقاط الريش ليشكل أسرابا كبيرة في البحيرات والبرك والمستنقعات استعدادا للهجرة. وهى عادة ما تطير في تشكيلات على شكل "7".
وتستخدم الطيور في الغالب مناطق للراحة في الصيف والشتاء لا تغيرها كل عام.
أربعة أنواع من البط انقرضت حديثا في أوروبا وأمريكا: