المصدر: د. خالد محمد أحمد محروس.
تعتبر عملية التفريخ من إحدى العمليات الرئيسية التي تتم في مزارع الدواجن بصفة عامة وفي مزارع النعام بصفة خاصة، ومما لا شك فيه أن النجاح في هذه العملية سيترتب عليه في النهاية زيادة هامش الربح الذي يحصل عليه المربي.
العوامل التي تؤخذ في الاعتبار قبل عملية التفريخ:
قبل الخوض في موضوع التفريخ لا بد أن نتحدث عن بعض العوامل والاعتبارات التي تؤخذ في الحسبان قبل البدء في عملية التفريخ الصناعي لبيض النعام. و هذه العوامل من الأهمية بمكان ، حيث أنها تؤثر بدرجة كبيرة على نجاح عملية التفريخ بعد ذلك، سواء كانت هذه العوامل متعلقة بقطيع الآباء الذي يتم تربيته، أو متعلقة بالبيض الذي سيتم تفريخه، أو متعلقة بالظروف التي يتعرض لها البيض أثناء جمعه وتداوله وتطهيره وتخزينه.
وفيما يلي توضيحا لهذه العوامل:
أولا : العوامل المتعلقة بقطيع الآباء:
(1) عمر الأنثى:
في الدجاج البياض تزداد نسبة الفقس بعد الأسابيع الأولى من الإنتاج في الموسم الأول لوضع البيض، ثم تصل نسبة الفقس إلى قمتها ثم تقل ببطء بعد ذلك، و تنخفض نسبة الفقس مع التقدم في العمر وذلك عند نهاية الموسم الأول.
أما في النعام، فلم يظهر حتى الآن أي انخفاض في نسبة الفقس مع التقدم في عمر الأنثى، ولقد بينت نتائج إحدى الدراسات التي قامت بها Kim Bunter وآخرون عام 2001 أن نسبة الفقس قد ازدادت مع التقدم في عمر إناث النعام وأن أعلى نسبة فقس قد تم الحصول عليها عندما كان عمر الإناث يتراوح بين 7 و 11 سنة ثم انخفضت بعدها نسبة الفقس بعد ذلك، كذلك فقد وجدت الباحثة أن الإناث التي يكون عمرها سنتين تكون ذات نسبة فقس منخفضة.
ومع ذلك فالدراسات في هذه النقطة ما زالت تحتاج إلى المزيد لكي يمكن الوقوف بدقة على مدى تأثير عمر الأنثى على نسبة الفقس و بالتالي تحديد مدى إمكانية تربية الإناث إلي أي عمر بالمزرعة.
(2) العوامل الوراثية:
تعتبر صفة الفقس من الصفات ذات المكافئ الوراثي المنخفض، و نعني بذلك أن تأثير العوامل البيئية أكثر من تأثير العوامل الوراثية على هذه الصفة، ولذلك فمن المناسب والأفضل لإجراء تحسين و رفع نسبة الفقس أن يتم توفير و تحسين الظروف و العوامل البيئية المحيطة بالطائر و البيض منذ وضعه و جمعه وتخزينه ووضعه في المفرخات و المفاقس.
هذا مع الأخذ في الاعتبار أنه يجب تجنب اتباع التربية الداخلية ( تربية الأقارب أو تزاوج أفراد ذات صلة قرابة أو نسب مع بعضها البعض) مع اتباع برنامج لتزاوج الأباعد أو التي لا توجد بينها صلة نسب أو قرابة، وهذا بالتالي يتطلب وجود سجلات جيدة و دقيقة يتم فيها تسجيل نسب و قرابة الطيور لبعضها البعض مع تسجيل كل ما يتعلق بالطيور من بيانات مثل أوزانها ومعدلات نموها على فترات دورية و معدلات الإنتاج و نسب الخصوبة والفقس ومعدلات النفوق والأمراض والأدوية المختلفة وكذلك العلائق ومعدلات استهلاكها وغيرها من البيانات التي يلزم وجودها، وللعلم فلم يسجل الباحث Hermes عام 1989 في بحث أجراه وجود أي عوامل مميتة بالنعام.
(3) التغذية :
يؤدي نقص أي عنصر غذائي في علائق الطيور البياضة إلى نقص وجوده في البيضة، مما يؤثر في النهاية على نسبة الفقس أو حدوث تشوهات للأجنة. وفي دراسة أجريت على محتوى بيض النعام من العناصر الغذائية وجد أنها تماثل تركيب بيض الدجاج في معظم العناصر الغذائية على أساس نسبى، ولكن وجد أن كلا من فيتامين (هـ) وعنصر المنجنيز مستواهما منخفض في بيض النعام عن بيض الدجاج بينما وجد أن عنصر السيلينيوم أعلى في بيض النعام عن بيض الدجاج على أساس نسبي.
وعلى هذا يجب الاهتمام بتوفير جميع العناصر الغذائية وبنسب كافية في العليقة وبصورة يمكن الاستفادة منها لضمان تواجدها البيض بالقدر الكافي لنمو وتطور الجنين بصورة سليمة وعدم حدوث أي نقص في نسبة الفقس وعدم وجود تشوهات في الكتاكيت الفاقسة.
(4) العوامل البيئية:
تعتبر الحرارة من أكثر العوامل البيئية تأثيرا على نسبة الفقس في بيض النعام, فالحرارة العالية تعمل على نقص نسبة الخصوبة و بالتالي نسبة الفقس, كذلك تؤدى الحرارة العالية إلي نقص في وزن البيضة و نقص في محتوياتها الداخلية و سوف يتبع ذلك انخفاض جودة البيض ونسبة الفقس.
ويزداد تأثير الحرارة العالية خاصة إذا ما اقترنت بارتفاع نسبة الرطوبة والتي تؤدى لحدوث مشاكل كبيرة لقطعان التربية وسوف يؤثر ذلك بالتبعية على نسبة الفقس.
ولذلك من المفروض والضروري عمل مظلات فوق الطيور لتحميها من أشعة الشمس وحرارتها مع زراعة أشجار حول المزرعة لتلطيف درجة الحرارة مع مراعاة تقديم العلف في الأوقات الباردة من اليوم في فصل الصيف مثل الصباح الباكر وبعد العصر بالإضافة إلي تقديم الماء وتغييره بصورة مستمرة طول اليوم مع وضعه في مكان مظلل.
ثانيا: العوامل المتعلقة بالبيض:
(1) حجم البيض:
تبعا للدراسات التي أجراها كلا من Deeming, 1994 وButton وآخرون عام 1994 فقد أظهرت النتائج أن حجم البيض يؤثر تأثيرا معنويا علي نسبة الفقس، وقد وجد أن البيض الكبير جدا في الحجم وكذلك الصغير جدا قد أعطيا نسبة فقس منخفضة مع وجود بعض الأجنة الميتة في البيض.
كما قد بين الباحث الأول أن البيض الذي يزن أعلى من 1600 جرام يعطى 50% نسبة فقس بالمقارنة ب 70-78% للبيض الذي يزن من 1100 إلى 1400 جرام، وقد تم إرجاع ذلك إلى انخفاض النسبة بين مساحة سطح البيضة إلى حجمها حيث تحدث مشاكل في التبادل الغازي والحراري مع زيادة حجم البيض, بالإضافة إلى ذلك فإن مدة التفريخ تزداد قليلا مع زيادة حجم البيض.
(2) مسامية قشرة البيضة:
وظيفة المسام في قشرة البيض هي فقد الماء وحدوث التبادل الغازي والحراري، و مسامية قشرة البيض لها تأثير معنوي على نسبة الفقس في بيض النعام، فقشرة البيض ذات المسام الكثيرة يفقد كميات كبيرة من الماء ويحدث جفاف للأجنة، أما البيض ذو المسام القليلة في القشرة، فيفقد كميات قليلة من الماء وبالتالي من الممكن حدوث أوديما Odema في أجنة بيض النعام والتي تجعل فرصة الفقس لهذه الأجنة ضعيفة و بالتالي انخفاض نسبة الفقس، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الأجنة (الموجودة في البيض قليل المسام) سوف تواجه مشكلة كبيرة و هي انخفاض كفاءة عملية التنفس و التبادل الغازي، حيث ستعاني الأجنة من نقص الأكسجين (O2) في الوقت الذي يزداد فيه الاحتياج للأكسجين قرب الفقس.
ومن ناحية أخرى، فإن البيض كثير المسام جدا في القشرة، فإن طبقة الكيوتيكل Cuticle التي تغطى قشرة البيضة به تكون ضعيفة وبالتالي تقل قدرتها على منع انتقال الكائنات الدقيقة إلى داخل البيض فتزداد العدوى وتقل نسبة الفقس.
و يمكن التحكم في الفقد في وزن البيض أثناء التفريخ (عن طريق فقد الرطوبة) بتغيير رطوبة المفرخ لتحقيق النسبة المثلى للفقد وهي في المتوسط 15% أثناء تفريخ بيض النعام.
(3) محتوي البيض من العناصر الغذائية:
يؤثر محتوى الألبومين (البياض) على نسبة الفقس المتحصل عليها، فمع زيادة وزن البياض و خاصة السميك منه يؤدي ذلك إلي انخفاض نسبة الفقس، ولهذا فإن البيض الكبير في الحجم يحتوي على بياض أكثر وهذا من الممكن أن يؤدي إلى انخفاض نسبة الفقس في البيض الكبير الحجم.
كذلك فإن حدوث نقص في أي عنصر غذائي سوف يؤدي إلى حدوث نفوق أو تشوهات في الأجنة و تقليل نسبة الفقس وهذا النقص الذي يحدث في العناصر الغذائية المتواجدة في البيض يرجع أساسا للنقص في علائق الأمهات من هذه العناصر الغذائية أو لعدم امتصاها جيدا داخل جسم الأنثى أو لم تنتقل من الأمهات إلى البيض كنتيجة لعيوب وراثية.
ومن العوامل التي تسبب نقص لعنصر غذائي في البيضة وجود السموم في العلائق، وكذلك فإن ارتفاع مستوى عنصر معين عن اللازم قد يسبب عدم الامتصاص الجيد لعنصر آخر.
وفي هذا الإطار فإنه يجب التنويه بأن هناك بعض الفيتامينات و المعادن والأحماض التي يؤدي نقصها إلى التأثير بشكل كبير على نسبة الفقس في بيض النعام وهذه تشمل كلا من فيتامينات A, E, الريبوفلافين, البانتوثينيك أسيد Pantothenic acid, الفوليك أسيد Folic acid, وكذلك المنجنيز, السيلينيوم وحامض اللينوليك Linoleic acid، و يؤدي نقص أي منها إلى حدوث نفوق في الأجنة أو حدوث تشوهات للأجنة في مراحل مختلفة من التطور الجنيني، أيضا فإن عنصر الكالسيوم و فيتامين D ضروريان للحصول على جودة قشرة جيدة و النقص في أي منهما سوف يؤدي إلى انخفاض نسبة الفقس عن طريق زيادة مسامية القشرة و بالتالي جفاف الأجنة مع حدوث نقص في تطور عظام الأجنة، ومع كل هذا فإن القليل جدا هو الذي نعرفه اليوم عن تأثير النقص في العناصر الغذائية علي نسبة الفقس في بيض النعام. ولهذا فإنه لابد من زيادة الأبحاث والدراسات التي تجرى في هذا الشأن لتحديد أفضل مستويات العناصر الغذائية اللازمة و الضرورية للحصول على إنتاج عالي من النعام، وأنه لا لأصحاب المزارع من مساعدة الهيئات البحثية و الجامعات و التعاون معهم على إجراء البحوث اللازمة من أجل تطوير و تنمية صناعة النعام.
(4) جودة ألبومين البيض:
كما ذكرنا سابقا فإن محتوي البيضة من الألبومين (البياض) يؤثر بشكل كبير على نسبة الفقس، فالبيض الطازج والبيض الذي تضعه الإناث الصغيرة في العمر وفي بداية إنتاجها أو في بداية الموسم ذات ألبومين سميك (ذو لزوجة عالية) وهذا يعمل على منع أو عدم سهولة انتقال الأكسجين إلى الأجنة في بداية عملية التفريخ مما يؤدي في النهاية إلي نفوق الأجنة و انخفاض نسبة الفقس، كذلك يقل الفقد في وزن البيض Egg weight loss عندما يحتوي البيض على بياض سميك.
كما تعتبر درجة الأس الهيدروجيني (PH) للألبومين عاملا مهما للتأثير على نسبة الفقس، فالبيض حديث الوضع له درجة pH = 7 و عند تحلل الألبومين و مع فقد الماء يصل pH إلى 9-9.5، والارتفاع السريع و الشديد في درجة الأس الهيدروجيني و الذي من الممكن أن يحدث أثناء تخزين البيض وخاصة في البض ذو الجودة المنخفضة من الممكن أن يسبب نفوق الأجنة و يتبعه خفض نسبة الفقس.